تعرض القطاع الطبي لصدمة مفاجاءة في مطلع العام 2020 بسبب الانتشار السريع لفيروس كوفيد-19. أكثر ما كان يثير قلق الجميع هو الضغط المفاجئ على مراكز تقديم الرعاية الصحية في ظل محدودية الموارد وعلى رأسها العنصر البشري. وأيضاً فرضت إجراءات مكافحة العدوي التباعد الاجتماعي، مما كان سيؤدي لعواقب وخيمة بسبب وقف المتابعات الطبية الدورية وكانت الشرائح الأكثر تهديداً هم كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
لحسن الحظ، ساهمت خدمات تقديم الرعاية الطبية عن بعد في امتصاص تلك الصدمة، حيث تمكن قطاع كبير من المرضى من استخدام الرعاية الطبية عن بعد وأجهزة مراقبة المرضى عن بعد للحصول على خدماتهم الطبية بشكل طبيعي.
فما هي أهم التطورات المنتظرة في هذا القطاع؟ وهل أنت مستعد للحديث مع برنامج كومبيوتر عن مخاوفك الصحية؟ وهل ستثق في رأيه الطبي وتشخيصاته المبدئية؟
يستعرض هذا المقال أهم توقعات الخبراء لمستقبل تقديم الرعاية الطبية عن بعد في العام 2022.
إستخدام الواقع الافتراضي في التعليم والعلاج
يخلق الواقع الافتراضي بيئة ثلاثية الأبعاد عالية الجودة يدخل إليها الطالب عن طريق الأجهزة المخصصة لذلك. وبدأت العديد من المؤسسات التعليمية بالفعل في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في تدريب الطلاب على إجراء بعض العمليات الطبية. ولا يقتصر التعليم على الأطباء فقط، فالمريض أيضاً قد يحتاج إلى استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في تعلم كيفية استخدام جهاز طبي معين، أو الحصول على إرشادات خاصة بحالته الطبية. التعليم من خلال الواقع الافتراضي أكثر تشويقاً، وسهولة، مما يجعله وسيلة فعالة لتحصيل المعلومات.
وبعيداً عن التعليم، يتم استخدام الواقع الافتراضي حالياً في العلاج عن بعد. ومن أشهر تلك التطبيقات هو استخدامه في العلاج النفسي من خلال برامج أعدت خصيصاً لعلاج حالات مختلفة. وحاياً ينتشر استخدام الواقع الافتراضي بشكل واسع في علاج اضطرابات القلق كبديل عن العلاج السلوكي المسمى بالعلاج بالتعرض.
سنشهد في العام 2022 زيادة ملحوظة في استخدام الواقع الافتراضي في جوانب عديدة من الرعاية الطبية عن بعد، وبخاصة التعليم.
الإعتماد على الذكاء الصناعي في تحليل البيانات
تمتلك مؤسسات الرعاية الصحية كمية كبيرة من البيانات تسمي بالبيانات الضخمة. يفوق حجم تلك البيانات قدرة الإنسان على معالجتها يدوياً واستخراج المعلومات منها. وهنا يتدخل الذكاء الصناعي.
للذكاء الصناعي قدرة كبيرة على معالجة كم ضخم من البيانات وتنظيمها وتلخيصها في صورة معلومات واضحة تفيد صناع القرار. تعطيهم تلك البيانات المجمعة القدرة على اتخاذ قرارات أفضل تزيد من كفاءة مؤسسات الرعاية الصحية. كما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الصناعي في معالجات البيانات المرسلة من أجهزة مراقبة المرضى عن بعد، وتستنتج الأنماط التي قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة في المستقبل. وبالتالي تساعد الأطباء ففي تحليل بيانات المريض، والاكتشاف المبكر للأمراض.
التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الصناعي لتقديم الرعاية الطبية عن بعد سيكون أمراً معتاداً في العام 2022.
التشغيل الآلي للعمليات
يشير هذا المصطلح إلى تكنولوجيا حديثة تستخدم تكنولوجيا الذكاء الصناعي ودمجها مع برنامج كومبيوتر معد مسبقاً، ليتمكن البرنامج في النهاية من محاكاة سلوك البشر والقيام بعض المهام. قد يبدو المصطلح معقداً ولكنك بالتأكيد قد استخدمت بعض هذه البرمجيات في الأعوام السابقة، ولكنها منتشرة تحت مسمى آخر وهو روبوتات المحادثة. وستساعد تلك التقنية مراكز الرعاية الصحية في بعض المهام التي لا تحتاج لتدخل بشري. على سبيل المثال، يخاطب المريض مركز الرعاية الصحية، فيبدأ برنامج التشغيل الآلي للعمليات الحديث معه، ويسأله عن بياناته كاملة، ويستفسر عن الأعراض والشكوى التي يعاني منها، ثم يقوم بتكوين تشخيص مبدئي. يقوم البرنامج بعد ذلك بتوجيهه إلى الطبيب الأنسب لمتابعة حالته الصحية، ويقوم بالتنسيق مع المريض لحجز ميعاد زيارة فحص مع الطبيب المعالج. كل هذا بدون تدخل بشري. بالتأكيد سيقلل هذا من تكاليف تقديم الرعاية الصحية، ويجعل الخدمات الأساسية متوفرة على مدار الساعة، ويقلل من معدلات الخطأ. وفي العام 2022 يتوقع الخبراء أن تقوم المزيد من مراكز الرعاية الصحية بتبني تلك التقنية الحديثة.
الأمن الإلكتروني
الأمن الإلكتروني هو حديث الساعة حالياً في كل المجالات. ومع التوسع في استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء وأجهزة مراقبة المرضى عن بعد أصبح الحديث عن الأمن الإلكتروني في قطاع تقديم الرعاية الصحية عن بعد أمراً لا مفر منه. فلا يجب أن نغفل أبداً أن الهدف الأسمى من تقديم الرعاية عن بعد هو الحفاظ عن سلامة المرضي، وخصوصيتهم. لذلك ستستمر الجهود في 2022 لإضافة المزيد من طبقات الحماية لتأمين مقدمي الرعاية الصحية عن بعد من مخاطر الاختراق الإلكتروني وتسريب البيانات.
على مدار السنوات السابقة، أثبتت التجربة العملية أن تقديم الرعاية الصحية عن بعد قد وجدت لتبقى، وأنها ستصبح يوماً بعد يوم جزء لا يتجزأ من النظام الطبي في العالم كله. ومع التطويرات المستمرة في البنية الأساسية والأجهزة الطبية، وزيادة وعي المرضى والأطباء، سيحدث هذا في وقت أقرب مما نتوقع. لذلك ننصحك أن تبدأ الآن في الاعتماد على التكنولجيا الحديثة لتتمتع بخدمات صحية أكثر كفاءة وشمولية. توفر منصتنا السحابية كل ما تحتاجه للبدء في تلقي الرعاية الصحية عن بعد
www.rpmahealthcare.com لمعرفة المزيد قم بزيارة